عبدربه هشله ناصر مسؤول بحجم الوطن في زمن المسؤولين الصوريين

- 25 فبراير, 25
كتب / مطلق باكيلي
في زمن أصبح فيه المسؤول مجرد صورة معلقة على جدران المكاتب، واسماً يتردد في نشرات الأخبار دون أثر في الواقع، يبرز النموذج الاستثنائي الذي يُعيد تعريف معنى القيادة والخدمة العامة الأستاذ عبدربه هشله ناصر، الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة شبوة، ليس مجرد مسؤول يؤدي مهامه الروتينية، بل شخصية تحمل همّ المحافظة وأهلها، وتسعى جاهدةً لرسم صورة حقيقية لما يمكن أن يكون عليه القائد حين يلتصق بالناس بدل أن ينعزل عنهم.
رجل بين الناس.. لا فوقهم
كم من مسؤولٍ عندنا يجلس خلف طاولته، محاطاً بجدران من البروتوكولات، يتحدث عن القضايا لكنه لا يعيشها، يوقّع الأوراق لكنه لا يقرأها، يزعم الاهتمام لكنه لا يشعر بمعاناة الناس؟ هؤلاء كُثر، لكن عبدربه هشله ناصر استثناء نادر لم يكن مجرد ضيف شرف في الدورة التدريبية التي حضرتها، بل كان حاضراً في التفاصيل، مشاركاً في الميدان، حريصاً على أن نرى شبوة بعيونها الحقيقية، لا بعدسات مشوهة.
شبوة التي تستحق أن تُروى
عندما يُذكر اسم شبوة، كثيرون يرونها من زاوية واحدة، يغرقون في الحديث عن التحديات والمشكلات، وكأنها بؤرة أزمات لا أكثر لكن هذا الرجل أراد أن يأخذنا في جولة مختلفة، أن نرى شبوة التي تستحق أن تُروى، بشموخها، بتاريخها، بمستقبلها الواعد لم يكن دوره تنظيمياً فقط، بل كان رفيقاً في الرحلة، يفتح لنا الأبواب التي يتهرّب منها كثيرون، يُرينا الحقيقة لا الشعارات، يمنحنا فرصة أن نكون شهوداً على الجمال والقدرة الكامنة في هذه المحافظة.
مقارنة تفرض نفسها
لو كان لدينا مسؤولون بهذه الروح، بهذه القناعة بأن القيادة خدمة لا ترف، لو فهموا أن المناصب تكليف لا تشريف، هل كنا سنرى الفجوة الهائلة بين المواطن والمسؤول؟ كم مسؤولاً لدينا يتعامل مع أبناء مجتمعه وكأنهم عبء، بدل أن يكون في خدمتهم؟ كم واحداً يظن أن الجلوس في المكاتب وصياغة البيانات يكفي ليكون قائداً؟ هؤلاء هم من يزرعون القطيعة، فيما عبدربه هشله ناصر وأمثاله القلائل يمدّون جسور الثقة، ويعيدون الأمل بأن القيادة يمكن أن تكون مختلفة.
كلمة شكر بحجم العمل
ليست الكلمات وحدها من تُنصف الرجال، لكن إن كان هناك ما يستحق أن يُقال، فهو أن الأستاذ عبدربه هشله ناصر نموذج لمسؤول يستحق الاحترام ليس لأنه يشغل منصباً، بل لأنه يفهم أن القيادة فعل لا منصب لأنه يؤمن بأن المحافظة ليست مجرد رقم إداري، بل حياة وقصص وناس يحتاجون لمن يستمع إليهم، لا لمن يُصدر إليهم الأوامر من برج منعزل عن الناس.
هكذا يكون المسؤولون، وهكذا نأمل أن يكون كل من يتقلد مسؤولية عامة بغض النظر عن مكان وجوده فشبوة، واليمن ككل، بحاجة إلى رجال أفعال، لا رجال صور وألقاب.
ترك الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة بعلامة *