أخبار عاجلة

تداعيات زلزال الهضبة التاريخي !!!

top-news
  • (احقاف / مقالات)
  • 17 أبريل, 25

كتب / م. لطفي بن سعدون الصيعري




شكل الزلزال الحضرمي المستقل، الذي انطلق يوم السبت ١٢ إبريل ٢٠٢٥م
من هضبة العز ، علامة فارقة في تاريخ الحركة الوطنية الحضرمية المستقلة، ولازالت ارتداداته تتوالى داخل الوطن الحضرمي، ومحيطه الجنوبي والشمالي، واقليميا ودوليا .
ويحسب هذا النجاح للمقدم عمرو بن حبريش رئيس حلف قبائل حضرموت واللجنة التحضيرية المشكلة لذلك ، والذي يأتي في اعقاب زيارة رئيس الحلف بن حبريش وقائد قوات حماية حضرموت، الى المملكة العربية السعودية ومقابلة وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان ، وإبداء تاييدهم ومباركتهم لتطلعات الشعب الحضرمي المشروعة ، في استقلال قراره السباسي وشراكته العادلة مع الجنوب والشمال اليمني ونديته معه ، من خلال نظام الحكم الذاتي لحضرموت.
وأهم مايميز هذا اللقاء الحضرمي الحاشد ، هو المشاركة القبلية والمدنية الواسعة ، من كل الطيف الحضرمي وشموليته على الجغرافيا والديمغرافيا الحضرمية ، وبنفس وهوى ومزاج حضرمي مستقل، يروم الندية والشراكة العادلة مع محيطه الشمالي والجنوبي و الإقليمي والدولي، ويرفض اي شكل من أشكال التبعية المذلة لها.
ولقد شكل الخطاب الاعلامي والسياسي و الحشد الجماهيري الواسع لهذا اللقاء ، نجاحا مبهرا بكل المقاييس ، وأحدثت طوفانا راديكاليا على مستوى الوعي والسياسة والأمن داخل الوطن الحضرمي ، ومحيطه الوطني والاقليمي والدولي ، ونقل حضرموت وشعبها الى حالة ثورية متقدمة على طريق استقلاله الوطني ،وأن يكون له حضوره الفاعل المتميز ، في التسويات الحالية والمستقبلة في بلادنا ، يتناسب وارث حضرموت التاريخي والثقافي والفكري والديني والسكاني والمالي والإقتصادي وامتداداتها الجغرافية في شرق اسيا وشرق افريقيا والجزيرة والخليج.
ويمكن تلخيص أهم تداعيات هذا الزلزال الحضرمي على النحو التالي :
● ترسيخ وتوسيع الوعي الحضرمي المستقل، المطالب باستقلال القرار السياسي لحضرموت ، ونديتها و شراكتها العادلة مع محيطها الجنوبي والشمالي، ورفض اي تبعية لهما ، وسيادتها على ارضها وثرواتها وحضورها العسكري والأمني فوق أرضها، بديلا لاي تواجد شمالي او جنوبي ، وإتساع الإصطفاف القبلي والمدني حول الحلف ، و تعزيز هذا الوعي، في اوساط معظم قطاعات الشعب الحضرمي القبلية والمدنية ( نخبة وبسطاء،) ، بعد ان كان محصورا فقط ، على مستوى نخب قلبلة.
● ترافقت مع التحضيرات وانعقاد الفعالية ومابعدها ، حملة اعلامية كبيرة، وغطتها قنوات فضائية وإذاعية وصحف حضرمية وجنوبية ويمنية واقليمية وحتى دولية ، وكتب عنها كتاب واعلاميين بارزين سواء ايجابا او سلبا ،ولازالت التناولات مستمرة حتى اليوم. وهذا يبين أهمية الحدث.
● أظهرت الفعالية قوة الحضور العسكري والأمني للحلف خاصة ولحضرموت بشكل عام.
● شهد الانتقالي استنفارا كبيرا اعلاميا وسياسيا وعسكريا ، مضادا للفعالية وعمل جاهدا لتبهيتها ومحاولة محو اثارها، بل واطلاق التهديدات وحملات التخوين ، ضد المقدم بن حبريش وفريقه وكل اعضاء ومناصري حلف قبائل حضرموت والنخب ، المتبنية لإستقلال القرار السياسي الحضرمي، ورفض التبعية. وشهد لواء بارشيد غرب المكلا تحشيدات عسكرية اضافية قدمت اليها بعد الحدث ، كما أكده بيان الجامع في ١٥ ابريل ٢٠٢٥م.
● تسارعت المبادرا ت والفعاليات ، التي عملت على احتواء هذا الحدث وتشتيت الانتباه له ، كما هي حال مبادرة اللواء البحسني و اللواء بن بريك نائبي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ، بالدعوة لتشكيل حامل سياسي حضرمي ، وفعالية تيار التحرير والتغيير اليمنية ، في العبر بيوم (١٤ ابريل ٢٠٢٥م) وما ينوي من عقده الانتقالي لفعالية ٢٤ ابريل في المكلا.
● بات واضحا ان نجاح الفعالية واتساع الوعي الحضرمي المستقل بحقوقه المشروعة ، قد فرض، على كل المكونات الحضرمية، التابعة لمراكزها في صنعاء وعدن ، ان تاخذ بتبني مطالب الشعب الحضرمي ، في خطابها الاعلامي والسياسي ، وهذا انتصار كبير للقضية الحضرمية سينعكس بالتاكيد في قبولها بالامر الواقع ، وكيفية التعامل معه بايجابية ، قبل ان تصبح منبوذة من الشعب الحضرمي برمته.
● إن هذه النجاحات المبهرة لزلزال الهضبة، يفرض على الشيخ عمرو وفريقه في قيادة حلف قبائل حضرموت، ان يتعاطوا بجدية مع ارتداداته ، وتقييمها بعناية، واستثمارها سريعا واعداد خارطة طريق لتحقيق المزيد من النجاحات، لترسيخ وتطوير مسار حركة التحرر الوطني الحضرمي المستقل، وان يقوموا بالمهام التالية :
● اعداد الوثائق الاستراتيجية لحضرموت والمتمثلة في وثائق الحكم الذاتي الحضرمي بكل تفاصيله ( دستور + قانون ) اضافة لوثيقة الثوابت الوطنية الحضرمية، التي تحكم عمل المكونات الحضرمية المستقلة ، وايضا تبين شروط التحالفات مع المكونات الحضرمية المركزية الاخرى .
● ضرورة الاسراع في لململة الشتات الحضرمي والتواصل مع المرجعية والعصبة الحضرمية وبقية المكونات السياسية والقبلية والنخب الحضرمية المستقلة لاعادة ترتيب اوضاع الحلف، وهيكلته بشكل مؤسسي صحيح ، وترسيخ مبدأ العمل الجماعي وتدوير رئاسته واعداد النظام الداخلي للحلف الذي يضبط ويقنن عمله ، ليصبح حلفا حضرميا جامعا اكل ابناء حضرموت، وحاملا سياسيا لحركة التحرر الوطني الحضرمي المستقل ليومنا وغدنا القادم المبهر باذن الله.
ونؤكد في ختام مقالنا التحليلي هذآ بان خلافنا مع المقدم عمرو في بعض الجزئيات ، لا يلغي باي حال من الاحوال اتفاقنا معه في الكثير من الأمور، المرتبطة بالشان الحضرمي وعلى راسها استقلال القرار السياسي الحضرمي، والشراكة العادلة مع المحيط الجنوبي واليمني ، وندية حضرموت معهما ، ورفض التبعية.

ترك الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة بعلامة *