أخبار عاجلة

حضرموت وطن ضائع بين الفعاليات والآلام

top-news
  • (احقاف / مقالات)
  • 26 أبريل, 25

كتب / عبد العزيز حليمان




    تشتت قلمي وتاه طويلاً كأنه فقد الطريق بين يمينٍ لم يعد يعني الاستقامة ويسارٍ لا يقود إلا للتوهان والضياع. 
    كلما حاولت أن أكتب شعرت أن الورق يرفضني والحروف تهرب والكلمات تتلعثم وكأن اللغة نفسها قررت أن تصمت !! 
   أأكتب من اليمين حيث تتكدّس الخيبات؟ أم من اليسار حيث يسكن الغضب؟
   أأكتب عن وطنٍ لم أعد أراه أم عن وطنٍ يصرّون على أن أراه كما يريدون؟ 
 كل حرفٍ أحاول أن أكتبه يرتجف كل فكرة تولد تموت قبل أن تكتمل كأن بيني وبين القلم خصومة لا تُحل وكأن الصفحة بيضاء لأنها حزينة لا لأنها جاهزة للكتابة.
  أنا لا أكتب لأنني أملك ما أقول بل أكتب لأنني لم أعد أتحمل الصمت ولعلّ هذا القلم المبعثر مثلي قد يجد طريقه في آخر السطر.
  حضرموت هوية ووطن أصبح اليوم ملعباً مفتوحاً للجميع لا أحد يملكه لكن الجميع يتاجر به فمنهم من يغنى عليه نشيد الاستقلال وآخر يرقص على لحن السيادة والدولة غائبة والخدمات معطلة والأمل ضائع.
المعلمون محطّمون العسكريون بلا رواتب فيما الغلاء يلتهم الأخضر واليابس. 
 وكلٍ يغني على ليلاه وليلى تسأل جيرانها عن شربة ماء من حنفية لم تعبث بها أزمة الكهرباء بعد !! 
حضرموت التي تعرض في الفعاليات ليست هي حضرموت التي نعيشها هناك حضرموت تلمعها الكاميرات والإعلام وهذه تنهكها الالام. 
بين حضرموت المزيّفة وحضرموت الحقيقية وطن يُسلب بهدوء ويُنهب وكرامة تُسحق وولاء يُقاس بعدد الصور والملصقات لا بعمق الجراح والمعاناة وشعبٌ مستمر في التصفيق ما دام هناك من يضع اللقمة في فيه ولو كانت من فتات الذل. 
  الى هنا يكفي ... لا نريد فعاليات ومنصات نريد مستشفى نظيفاً يداوي آلامنا لا نريد مواكب فخمة مدججة نريد راتباً كاملاً لعسكريٍ جائع ولمعلمٍ أنهك صوته من الشكوى والصبر.
حضرموت ليست غنيمة ولا حقل تجارب ولا منصة استعراض.
حضرموت وطنٌ إن لم ننتزعه من فم العبث فلن يبقى لأحدٍ ولا حتى لنا.

ترك الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة بعلامة *