أخبار عاجلة

"صندوق حضرموت: غطاء لمعاداة بن حبريش؟"

top-news
  • ( احقاف / مقالات )
  • 14 فبراير, 25

كتب / عبدالله علي باظفر




في الوقت الذي تمر فيه حضرموت بأزمة متفاقمة، يواصل بعض المتربصين استخدام أبناء حضرموت الذين يقدمون مصالحهم الشخصية على مصلحة المحافظة، في محاولة لتمرير مشاريع ظاهرها "حلول" وباطنها تعزيز نفوذ جهات بعينها.

ومن آخر تلك المحاولات، طرح مقترح إنشاء ما يسمى بـ"صندوق حضرموت"، الذي يُشترط أن يكون تحت إشراف مدير معين، ولا تُصرف الأموال إلا من خلاله، مع تحميل المخالفين المسؤولية. لكن من الواضح أن مدير هذا الصندوق سيكون تابعًا للسلطة المركزية، ما يثير التساؤل: ما الفائدة الحقيقية من إنشاء صندوق يخضع لنفس الجهات التي همّشت حضرموت طويلًا؟

والأهم من ذلك، أن من طرح هذا المقترح كان في موقع السلطة ذاتها، بل وكان حاكمًا لحضرموت سابقًا، فلماذا لم يُفعّل هذا المشروع في فترة حكمه؟
وهو اليوم يشغل منصبًا حساسًا كنائب في المجلس الرئاسي، فماذا قدّم لحضرموت من خلال هذا الموقع؟
وإذا كان من هم في السلطة حاليًا من أبناء حضرموت أنفسهم، فما الجدوى من إنشاء صندوق جديد؟
أليس من المفترض أن تُدار الموارد بشفافية وعدالة من قبلهم مباشرة دون الحاجة لإنشاء كيانات جديدة؟

إن كان الدافع الحقيقي هو خدمة حضرموت، فأيهما أولى: إنشاء صندوق يخضع للسلطة المركزية، أم المطالبة بحكم ذاتي يمكّن أبناء حضرموت من إدارة شؤونهم بأنفسهم؟
من يدّعي تمثيل حضرموت عليه أن يختار الطريق الصحيح، لا أن يسلك دروب الالتفاف والمراوغة.

لقد سبق أن قدّم حلف قبائل حضرموت مبادرة إشرافية تتعلق بمتابعة كميات الديزل الخارجة من بترو مسيلة، لضمان وصولها لمحطات الكهرباء، فكان الرد الرسمي هو الرفض القاطع.
فكيف يُرفض الإشراف على كميات ديزل محددة، ثم يُطرح اليوم مقترح لتجميع كافة الإيرادات في صندوق واحد بإشراف جهة مركزية؟!
ولو تم قبول الصندوق، فهل سيتم فعليًا منح حلف قبائل حضرموت أو مؤتمر حضرموت الجامع صلاحية مراقبة الصرف؟ الأمر مستبعد، بل نراه مستحيلًا.

إننا نؤكد أن هذه التحركات ليست بدافع الغيرة على حضرموت، بل نابعة من خصومة مع الشيخ بن حبريش، الذي كان صريحًا في مواقفه، وكشف كثيرًا من الممارسات، وأوقف مصادر العبث التي كانت تدرّ عليهم.

لذا فإننا ندعو كافة أبناء حضرموت الأحرار إلى الالتفاف حول حلف قبائل حضرموت، والعمل يدًا واحدة لتحقيق مطلب الحكم الذاتي الكامل، باعتباره الحل الوحيد الذي سيُمكّن أبناء المحافظة من التمتع بخيرات أرضهم، بعيدًا عن الوصاية والمصالح الضيقة.

والله من وراء القصد.

ترك الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة بعلامة *