من يعبر العبر ؟

- 15 مايو, 25
كتب / عبدالله صالح عباد
من المعلوم أن الطرق تلعب دورا أساسيا في تسهيل الحياة اليومية للناس . والطرق تربط بين المدن والقرى والدول المجاورة . وتأثير هذه الطرق كبير من حيث التنقل بسهولة ويسر سواء كان للعمل أو العلاج أو الدراسة أو السياحة . وللطرق أهمية أخرى للتجارة والاقتصاد فهي تلعب دورا مهما في نقل البضائع والخدمات مما يعزز الاقتصاد المحلي والعالمي . ولا شك أن الطرق لها دور مهم في تعزيز الترابط والتواصل بين الناس . ولكن هنا نقطة مهمة جدا فالطرق الآمنة والمصممة جيدا والتي بها إشارات تعريفية من حيث المنعطفات وضبط السرعة في بعض الأماكن تقلل من خطر الحوادث المرورية .
وأما إذا كانت الطرق هشّك بشّك تنظر إلى توفير المادة الإسفلتية المفروشة عليه تراها ركيكة جدا لا تتحمل مشي السيارات الكبيرة والقاطرات فهي سريعا ما تتعرض للتآكل وظهور الحفر .
فحديثي اليوم على خط يعتبر الركيزة الأساسية الذي يربط بلادنا بالمملكة العربية السعودية خط العبر كيف حاله؟ هل هو بخير وتمشي فيه وأنت مطمئن؟ الجواب لا . إن حال الطريق يرثى له فهو مليء بالحفر والمطبات فلا توجد صيانة له منذ سنوات طويلة وهو يصارع البقاء حياُ ليقدم خدمته بمرور السيارات عليه بكثافة فلا يهنأ براحة ولا يهنأ ولو بإشارة من أي مسؤول يمر عليه ويقول لماذا هذا حاله؟. هذا الطريق المهمل تماما وكم تكلم المتكلمون وكتب الكاتبون وصرخ المواطنون وأصحاب السيارات والباصات فالكل يشتكي من هذه الطريق ولكن الشكاوى لا ندري هل تصل إلى مسامع المسؤولين والذين ربما ذهبوا الى الزيارة للمنفذ لترتيب أوضاع العمرة أو الحج ولكنهم هل مروا بتلك الطريق المحفرة والمطبات المنتشرة فيها نعم مروا بها لكن ربما كانت سياراتهم مظللة سوداء وتمر بسرعة البرق وبالتأكيد سيارات حديثة لا تؤثر فيها الحفر أو المطبات وإلا لو أثّرت فيهم وقصمت ظهورهم وتلاعبت بعظام أجسامهم ودقدقتها وتورّمت أرجلهم لسعوا سريعا لإصلاحها ولكنهم لا يشعرون بشيء فكيف هم للإصلاح سيعملون . هذا الطريق هو الشريان الرئيسي للتنقل من بلادنا وإلى السعودية فهو ذو حركة لا تتوقف على مدار السنة من حيث تنقل البضائع والمغتربين هناك للعمل وأداء فريضة الحج والعمرة وغير ذلك فلماذا يتم إهماله من قبل السلطة والله سؤال حيّر الناس جميعا؟ وهل هذا مقصود؟ فأين هي المحافظة على سلامة الناس ومركباتهم؟ إلى متى سيظل هكذا وهو من سيء إلى أسوأ ، أيها المسؤولون أليس منكم رجل رشيد عاقل يمر بهذا الطريق دون تخزين القات الذي خرّب البلاد والعباد فأين انت أيها المسؤول الرشيد إن المواطن المسكين له سنوات طويلة وهو يبحث عنك ألم تظهر بعد وتأمر بإصلاح الطريق؟ طبعا الأمل موجود وسنظل نكتب رغم المحبطين الذين دائما ما يرددون تتعبون أنفسكم في الكتابة ولا أحد يعلم عنكم ولا شيء سوف يصلح في هذه البلاد . نعم سنظل نكتب ولا نتوقف فالله يعلم نياتنا فعلينا أن نطرق الأبواب دائما فمن طرق الباب فلا بد من يوم أن يفتح له نعم ربما يفتح في يومٍ ما وتتحرك مشاعر مسؤول غيور على أهله وإخوانه ويسعى لإصلاح الطريق . فكم شهد هذا الخط من حوادث أزهقت فيه أرواح وأتلفت مركبات . الخط مليئ بالحفر والمطبات ولو جلست تحسبها لما استطعت لأنك سوف تنسى إلى كم عدد وصلت . أذكر في رحلة عمرة أثناء العودة للبلاد على متن باص سياحي وسائقه أجنبي باكستاني فعندما عبر بطريق العبر لأول مرة ورأى العجائب في الطريق من حفر ومطبات ونقاط فعلّق قائلا : إنها الرحلة الأولى والأخيرة لليمن سألناه لماذا؟ فقال : ( نمشي كيلوين نقطة كيلو مطب ) لخّص وضع الطريق في هذه الجملة . هل يرضيكم أيها المسؤولون أن يقال هذا الكلام هل ستصحون من غفلتكم وغيّكم وقاتكم؟ أم أننا سنظل ننتظر طويلا فلا نسمع الجعجعة ولا نرى الطحين ، للأسف حتى الجعجعة صرنا لم نسمعها .
أملنا في الله كبير . ونداء نوجهه لإخواننا في المملكة العربية السعودية أن يهتموا بهذا الطريق ويسعون لإصلاحه فالمصلحة واحدة والأهم هو المحافظة على أرواح الناس وممتلكاتهم فهل من مجيب؟ وختاما أخي المواطن المسكين المغلوب المقهور المظلوم عليك بالصبر والدعاء وإذا عبرت طريق العبر بسلام فلا تنسى عند وصولك إلى منطقتك ووجهتك أن تحمد الله على السلامة ، وأن الله حفظك من وعثاء طريق العبر ، لأن طريق العبر عِبرة وعَبرة . ثم تأتي بدعاء السفر عن النبي صلى الله عليه ثم تزيد فيه : ( آيِبُون تائبون ، عابدون لربنا حامدون ) .
ترك الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة بعلامة *