المخزي في الأمر صمت الإنتقالي

- 16 مايو, 25
كتب / شلال فيصل بن سبعة
في مشهد يجسد كل معاني الإهانة أنعقاد قمة خليجية حضرها الملوك والأمراء والرئيس الامريكي دونالد ترامب بينما في فندق قريب من قاعة القمة يقيم رئيس المجلس الرئاسي اليمني دون دعوة ودون حضور أو حتى ذكر والذي يكتفي بمشاهدة موكب ترامب من نافذة الفندق كأنه مجرد مشاهد عابر في مسرح السياسة الكبير هذا المشهد لم يكن صدفة بل رسالة واضحة أن هذه الشرعية لم تعد تحظى بأي احترام أو وزن أو تأثير وأنها تحولت إلى عبء سياسي لا يؤخذ رأي ممثليها.
ومع ذلك لا يزال المجلس الانتقالي الجنوبي مستمراً في شراكة غير متكافئة مع شرعية منهارة فقدت احترامها عند الصغير قبل الكبير وهذه الشراكة لا تضيف للانتقالي إلا الخسارة وتُفقده ما بناه من احترام وتقدير دولي بفضل تضحياته الكبيرة ودوره المحوري في تحرير أرض الجنوب من الحوثيين وفرض الأمن والاستقرار في مناطقه وهي تضحيات تستوجب من العالم أن ينظر له بجدية ويضع رئيسه في مصاف الزعماء الذين يُحسب لهم ألف حساب.
كما حدث مع الرئيس السوري أحمد الشرع الذي استطاع إعادة السيطرة على بلده وفرض هيبته ونتيجة لذلك تمت دعوته للقاء الرئيس ترامب وتعاملوا معه كبطل حرر وطنه من الفوضى واستعاد كرامته أمام العالم.
أما المجلس الانتقالي فاستمراره في الشراكة مع شرعية لا تحظى باحترام أحد يعني أنه سيفقد مكانته تدريجياً لأن العالم لا يرى فيه إلا جزءا من شرعية مهترئة همها الأول الحفاظ على المناصب وتكديس الثروات بينما الشعب يموت من الجوع ويئن تحت حرارة الصيف بلا كهرباء ولا خدمات ولا كرامة.
المجلس الانتقالي اليوم أمام لحظة حاسمة إما أن يقرر إنهاء هذه الشراكة التي شوهت صورته أمام الداخل والخارج وإما أن يبقى في موقع التبعية التي لا تليق بتضحيات شعب الجنوب ولا بطموحه في مستقبل مستقل وعادل وحر ممثل الجنوب يجب أن لا يكتفي بأن يكون مراقب من خلف النوافذ بل يجب ان يفرض حضوره في قلب الحدث.
ترك الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة بعلامة *