تحليل لزيارة ترامب لجزيرة العرب !

- 17 مايو, 25
كتب / مقبل ناجي مسعد
وصل قبل ظهر يوم امس الثلاثاء: 13مايو 2025م الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى مدينة الرياض في اول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه في :20يناير الماضي رافق الرئيس ترامب وفد عالي المستوى على المستويات الاقتصادية والعسكرية والسياسية،حيث ظم الوفد وزيري الدفاع والخارجية ووزير متابعة تنفيذ القرارات الحكومية الملياردير المعروف أيلون ماسك والى جانبة كبار رؤساء الشركات الامريكية العملاقة،ممايؤكد ان الاولوية القصوى لجولة الرئيس الامريكي للمنطقة هي ملفات أقتصادية وفي مقدمتها الاستثمارات الخليجية في البنية التحتية
الامريكية وصفقات السلاح بين دول الخليج والولايات المتحدة الامريكية والتي يتم ابرامها مع السعودية والامارات وقطر خلال هذه الزيارة والتي تصل قيمتها الى ثلاثة تريليون ونصف، وتعزيز التعاون الامريكي الخليجي وتطويرة في مختلف المجالات.
يأتي بعدها بحث أهم الملفات الاقليمية الاخرى وفي مقدمتها :
1-الملف النووي الايراني والمفاوضات الجارية حالياً بين امريكا وايران بوساطة عمانية،وإطلاع الرئيس الامريكي قادة دول مجلس التعاون الخليجي على الرؤية الامريكية لإوضاع المنطقة واهم متطلبات امريكا من النظام القائم حالياً في ايران وكيفية التعامل حالياً ومستقبلاً مع إيران،فالحروب قد اصبحت تهدد امن واستقرار المنطقة وان الخيار الدبلوماسي هو المفضل لحل الخلاف مع ايران،والسيطرة على برنامجها النووي وتحجيم او تقليص منظومة الدفاع الصاروخية الايرانية وقطع دابر مساعدتها لبعض التنظيمات والمليشيات المزعزعة للامن والاستقرار في المنطقة.
2-الملف السوري بكل تشعباته،وتلبية الواسطة السعودية-التركية في رفع العقوبات الامريكية عن سوريا،لكن تصريحات ترامب الذي ادلى بها في كلمته امام منتدى الاستثمار السعودي -الامريكي في الرياض بخصوص هذا الملف،تعتبر مجرد وعود فقط،ولن ترفع العقوبات عن سوريا ورفع اسماء قادتها الجدد من القوائم الامريكية للارهاب الا بتحقيق العديد من المتطلبات الاساسية لتحقيق المصالح الامريكية في سوريا وفي مقدمتها:
*حصول الشركات الامريكية على اهم الاستثمارات في البنى التحتية السورية وعلى اهم ماتحتويه سوريا من ثروة نفطية وحقول غاز على امتداد البادية والساحل السوري،مع شرعنة الاتفاقات النفطيةالسابقة مع أكراد سوريا في شمال شرق سوريا.
*شرعنة التواجد العسكري الامريكي في سوريا من خلال توقيع أتفاقيات مع النظام الجديد تتضمن شرعنة لجميع القواعد العسكرية الامريكية في سوريا وفي مقدمتها قاعدة ،،التنف،، والقواعد الثلاث الاخرى في شمال وشرق وغرب سوريا،مع منح هذه القواعد المزيد من حرية الحركة في الاجواء السورية بالاضافة لمشاركة الجيش الامريكي في أعادة تاهيل وتسليح الجيش السوري الجديد اسوة بجيوش دول الخليج العربي.
تأتي بعدها المتطلبات الخاصة بالجارة الجنوبية،،أسرائيل،، والتي تتضمن اغلاق معسكرات ومكاتب الفصائل الفلسطينية والابقاء فقط على البعثة الدبلوماسية التي تمثل السلطة الفلسطينية ومنع ايا نشاط معادي لإسرائيل على الاراضي السورية.
*تجنيس اللاجئين الفلسطينين في سوريا ومنحهم الجنسية السورية ودمجهم في المجتمع السوري.
*المبادرة من قبل القادة الجدد في سوريا بالاتصال المباشر مع الجانب الاسرائيلي لتخفيف التوتر والبدأ بخطوات جادة نحو التطبيع بين البلدين الجارين.
*عدم استيعاب العناصر الغير سورية في الاجهزة العسكرية والامنية السورية والتنسيق مع الدول المعنية لاخراجهم من سوريا الى الاماكن التي يتطلب تواجدهم فيها لخدمة المصالح الامريكية.
وغير ذلك من المطالب الانية والمرحلية التي تسعى لتحقيقها امريكا وحلفائها.
3-ملف التطبيع مع اسرائيل ومحاولة ظم المملكة العربية السعودية ودول اخرى الى اتفاقيات ،،ابراهام،، تمهيداً للاعلان عن قيام ما يسمى ،،الناتو العربي،، بقيادة اسرائيلية واشراف مباشر من قبل امريكا،لكن قيادة المملكة طلبت من الرئيس ترامب،منحها المزيد من الوقت وسوف تختار الوقت المناسب لاعلان ذلك،فهي لا تستطيع الدخول الان في تطبيع معلن وفي مثل هذه الظروف وحرب الابادة في غزة مستمرة، ولم يتم ايقافها ،وكيف سيكون الدور المستقبلي لايران في المنطقة،ومستقبل العلاقات الايرانية- الامريكية.
4-الملف اليمني ،واتفاق امريكا مع جماعة،،الانصار،، على وقف اطلاق النار وكيفية التعامل مع الملف اليمني.
سبق وان اشرنا في وقت سابق واليوم نعيد التأكيد
مجدداً،بإن قرار ازاحة جماعة،،الانصار،، عن تصدر المشهد السياسي في صنعاء واحتوائهم ضمن مسميات اخرى، قد تم اتخاذه منذ وصول ترامب الى البيت الابيض،وان وقف اطلاق النار يعني انهاء المرحلة الاولى من الحرب ضد جماعة،،الانصار،، وان مرحلة تشديد الحصار سوف تستمر حتى تنفلت زمام الامور من ايديهم وينتفض الشارع ضدهم ،او تقبل الجماعة بالشروط السعودية واستيعابهم ضمن العملية السياسية بعد ان يتم رفعهم من قوائم الارهاب الامريكية، فتصريحات العديد من قادة الدول الخليجية بمختلف المستويات وفي مقدمتهم قادة المملكة والمتضمنه عدم قبولهم بوجود،،حزب الله،، اخر في الخاصرة الجنوبية للمملكة وفي جنوب الجزيرة العربية أمر لايمكن القبول به،وبالتالي فأن استمرار جماعة ،،الانصار،، بضرب اسرائيل او محاولة أعاقة الملاحة الدولية في البحر الاحمر للفت نظر الدول الكبرى في التحالف الدولي لاستيعابهم ضمن العملية السياسية لم تعد مجدية،فإدراجهم في قوائم ،،الارهاب،، الامريكية قد انهى ذلك،وعليهم البحث عن وسائل اخرى،في الوقت نفسه فإننا لانستطيع ان نجزم حتى الان،هل تم الاتفاق بين قادة دول مجلس التعاون والرئيس ترامب على خطوات الحل للملف اليمني،وماهي هذه الخطوات ان كان قد تم الاتفاق عليها؟!.
الرئيس ترامب بعد ترؤسه لقمةامريكية- خليجية في الرياض،ضمت ولي العهد السعودي وامير قطر وملك البحرين وامير الكويت وولي عهد ابوظبي ونائب رئيس الوزراء العماني ،توجه الى دولة قطر في ثاني محطة له في المنطقة،وسوف يبحث مع امير قطر حرب غزة والوضع الاقليمي بشكل عام والدور المحوري للمحور القطري- التركي التي ترتكز عليه السياسة الامريكية في المنطقة،الى جانب المحور الأخر الذي يمثل الركيزة الاولى للسياسة الامريكية في المنطقة والذي يظم السعودية واسرائيل والدول العربيةالمطبعة معها ضمن اتفاقيات،،ابراهام،،،وسوف يتم منح مزيداً من حرية الحركة في المنطقة للمحور القطري- التركي،وسوف يزداد نشاط هذا المحور في سوريا وليبيا وصولاً الى تونس،بالاضافة الى تعزيز نشاطة في السودان واليمن والصومال وبعض دول القرن الافريقي،وايجاد طوق مشتعل ومعادي للامن القومي المصري جنوباً وغرباً،حيث تعتبر مصر وجيشها هدفاً رئيسياً منذ انطلاق ماسمي ب،،الربيع العربي،، ويستحيل تحقيق السيطرة الكاملة على منطقة الشرق الاوسط وعلى أهم الممرات المائية الرابطة بين بحرب العرب والبحر الاحمر والبحر المتوسط دون السيطرة على مصر وجيشها،وهذا يؤكد ان محاولة الرئيس الامريكي تسويق نفسه كرجل سلام ،ماهي الا للتهدئة المؤقته واعادة رسم وترتيب اولويات السياسية الامريكية في المنطقة لإحكام قبضتها عليها،والتفرغ للصراع مع العملاق الصيني وحليفه الروسي ومنع تمددهما في المنطقة وفي بقية المناطق الخاضعة لنفوذ حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الامريكية وحليفتها بريطانيا العظمى.
ترك الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة بعلامة *