“صرخة حضرموت الأرض التي لا تخمد ثورتها منذ 67”

- 20 مايو, 25
كتب / مزاحم باجابر
لم تكن مأساة حضرموت مجرد صفحة سوداء في سجل التاريخ أو منعطفًا عابرًا يمكن تجاوزه بسهولة.
بل هي جرح نازف في جسد الوطن خنجرًا مسمومًا طُعن في خاصرة الأرض والإنسان لتبقى هذه الأرض العريقة أسيرة قيود سياسية قاسية تنادي بالحرية منذ عقود دون أن تجد من يستجيب لصوتها.
حضرموت ليست مجرد رقعة على الخريطة بل هي مهد الحضارة ومنبع الأصالة والتاريخ.
من صحرائها الواسعة إلى وديانها الخضراء ومن سواحلها الممتدة على بحر العرب إلى جبالها الشامخة تروي حضرموت قصص الأجداد وأحلام الأجيال.
لكن ما جرى لها منذ منتصف القرن العشرين كان أشبه بجريمة منظمة ترتكبها أنظمة لم تعرف معنى العدل أو الوفاء لتاريخ هذه الأرض النبيل.
«حضرموت عبر التاريخ إرث عريق مقيد بالظلم»
المرحلة الأولى: حضرموت قبل 1967 (الازدهار)
منذ فجر التاريخ كانت حضرموت بوابة حضارات عظيمة ومركزًا تجاريًا وثقافيًا هامًا لعبت دورًا محوريًا في طرق التجارة القديمة وجسرت بين الشرق والغرب.
تميزت هذه الأرض العريقة بالاستقلالية والكرامة حيث كان أهلها رمزًا للشجاعة والاعتزاز بأرضهم.
المرحلة الثانية: حضرموت بعد 1967 (التهميش والاضطهاد)
في عام 1967 ومع قيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية جنوب اليمن تم دمج حضرموت تحت سلطة لم تكن تعبر عن إرادة أبنائها.
هذا التحول السياسي لم يكن مجرد تغيير في النظام بل كان بداية لمرحلة من التهميش والاضطهاد السياسي والاجتماعي والاقتصادي حيث حُرمت حضرموت من حقها في تقرير مصيرها والمشاركة السياسية العادلة.
المرحلة الثالثة: الوحدة اليمنية 1990 (آمال محطمة)
توقّع أبناء حضرموت أن الوحدة اليمنية ستفتح صفحة جديدة من المساواة والعدالة لكنها جاءت بمزيد من الأزمات.
تبعت الوحدة صراعات داخلية وأزمات سياسية وأمنية عميقة وشهدت حضرموت موجات من الإهمال والتهميش ما أدى إلى تعزيز الشعور بالظلم وزيادة التباعد بين أبناء حضرموت والحكومة المركزية.
«الحكم الذاتي أمل حضرموت في التحرر من القيود»
على الرغم من الثروات الهائلة التي تمتلكها حضرموت من نفط وغاز وموانئ استراتيجية يعاني سكانها من الإهمال وغياب الخدمات الأساسية مما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة والفقر.
ومع ذلك ظل أبناء حضرموت يطالبون بحقوقهم رافضين أن يكونوا ضحايا لهذا الوضع.
في الأشهر الأخيرة قاد حلف قبائل حضرموت بقيادة الشيخ عمرو بن حبريش احتجاجات واسعة تطالب بمطالب سياسية وخدمية مشروعة واستجابة لنداءات المجتمع الحضرمي تبنى الحلف مشروع الحكم الذاتي لحضرموت كحل لاستعادة حقوقها.
تمحورت المطالب حول إدارة شؤون المحافظة السياسية والاقتصادية بعيدًا عن التدخلات المركزية.
"التحليل السياسي والاجتماعي"
• الأسباب السياسية: فشل الحكومات المركزية في التعامل مع خصوصية حضرموت التاريخية والجغرافية بالإضافة إلى غياب العدالة في توزيع الثروات.
• الأبعاد الاجتماعية: ارتفاع معدلات الهجرة القسرية وتفشي البطالة والفقر نتيجة الإهمال المستمر.
• الإقليمية والدولية: دعم محتمل من أطراف إقليمية مثل السعودية لتحقيق الاستقرار وتخفيف التوترات في المنطقة.
«الحلول الممكنة دعم المجتمع الدولي لمطالب حضرموت»
حضرموت بحاجة إلى دعم المجتمع الدولي لتحقيق مطالبها العادلة.
1. دعم الحكم الذاتي: يجب أن تضغط الدول الإقليمية والمجتمع الدولي على الحكومة المركزية للاعتراف بحق حضرموت في الحكم الذاتي.
2. الاستثمار في التنمية: يمكن للمجتمع الدولي تمويل مشاريع تنموية لتحسين التعليم والصحة والبنية التحتية.
«حضرموت بين صمود الأمل ورفض الظلم»
إن حضرموت ليست مجرد أرض تحمل قصص الأجداد بل هي رمز للصمود والإرادة.
أبناؤها يصرون على استعادة حقوقهم وإحياء تاريخهم.
ومع تصاعد المطالب بالحكم الذاتي تبرز حضرموت كقضية إنسانية ووطنية تستحق الاعتراف والدعم.
ستظل حضرموت صوتًا ينادي بالحرية والكرامة ولن تتوقف مسيرتها حتى تُكتب لها فصول جديدة من العدالة والنصر.
فلتكن حضرموت منارة للحرية ولتعلُ أصوات أبنائها حتى يسمعها العالم أجمع .
ترك الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة بعلامة *