أخبار عاجلة

غياب الأمانة والمسؤولية يذبح الشعب

top-news
  • ( احقاف / مقالات )
  • 23 مايو, 25

كتب / حسين العامري




الحمد لله كما ينبغي لعظمته وجلال سلطانه، وصلاة ربي على الرحمة المُهداة ومن اقتدى بهداه.
أحبتي، أكتب هذه الكلمات بالألم... شعبٌ يُنكوى بمرارة وقسوة وموت ضمائر من تولوا أمرهم قسرًا، ليذيقوهم الذل والهوان. أي قلوب وأي ضمائر هذه؟!
من خلال كلمة العليمي حينما يتغنّى بالقضية الجنوبية، نقولها: لا تنسَ دغدغة عواطف الحضارم بزيارتك لهم، حينما قلت: "حضرموت للحضارم، وإدارتها مدنيًا وعسكريًا"، وللأسف، منذ ذلك اليوم ومواردها وثرواتها مستباحة، وأبناؤها يُحرمون من أبسط مقومات الحياة.وينكل بحياتهم والأمعان في تعذيبهم بسؤ الخدمات وغلاء المعيشه وانهيار العملة 
هل هذا الاستهداف والاستنزاف هو نفس سيناريو الجنوب عامة؟

الكهرباء في الوادي تنقطع أكثر من ست ساعات، وفي الساحل تنقطع لساعات طويلة أيضًا. تكلمنا وناشدنا، والناس تعاني وتحاول أن تسد رمق أسرها، ولا تجد حتى قيمة العلاج.
المواطن البسيط يلجأ إلى المستشفيات العامة لعلها تخفف عنه ولو قليلًا، لكن بعد ارتفاع رسوم تلك المستشفيات، أين يلجأ من لا يجد قوت يومه؟!
قبل رفع الرسوم، كانت إحدى النساء المسنّات تطلب من الطبيب إخراج أبنائها من التنويم في المستشفى لعدم قدرتها على شراء العلاج، فكيف اليوم في ظل هذه الكارثة الحقيقية؟
كيف تشعرون وأنتم في مكاتبكم المكيّفة، بسياراتكم الفاخرة، وأبناؤكم يدرسون في أرقى المدارس ويتعالجون في أفخم المستشفيات، وكل ذلك من خيرات وثروات الشعب المغلوب على أمره، وعلى حساب أقواتهم؟!

واليوم، تدخلون الساحل بأزمة الغاز المستخدم للسيارات، بهدف إنهاك المواطن، ثم رفع الأسعار!
اتقوا الله يا هؤلاء، فالمظالم تُرفع إلى السماء، وحسبنا الله ونعم الوكيل، فليس بينها وبين الله حجاب.

ومن المؤسف، أن كل يوم يمر وأنتم تنعون هذا وذاك، أما آن لكم أن تعتبروا؟!
اليوم ستغادرون وتتركون خلفكم ما صنعتم، فاحذروا ثم احذروا، فإنكم ستُجازون بما قدمتم، إن كان خيرًا فخير، وإن كان غير ذلك فلا تلومنّ إلا أنفسكم.
والله، بلدنا من أغنى الدول، لكنها تفتقر إلى الأمناء.
بالأمس، طالعنا في بعض المواقع، وبكل أسف، أن هناك بعثات لبعض الدول، راتب السفير فيها 15 ألف دولار، بينما موظفو السفارة وملحقاتها أكثر من 30 شخصًا، والجالية الموجودة هناك أربعة أو خمسة فقط.
هل هذا معقول؟!
الرئاسة في الخارج، والحكومة، والمجالس النيابية والاستشارية، والمصالح والتكتلات والبعثات الدبلوماسية، كلّهم يتقاضون رواتبهم بالعملة الأجنبية، كأنها جيوش!
هل بهذه الطريقة سيصلح حال البلاد؟!
من المضحك أن نحتفل اليوم بعيد الوحدة، أي وحدة تحتفلون بها؟! الجمهورية اليوم في أحضان الإمامة الفارسية!
لكن لا يمكن أن تستمر الحياة والارتزاق تحت هذه المظلة، فالتحالف لم يفِ بالتزاماته تجاه حياة كريمة لشعب سُلبت منه أبسط مقوماته.
نقولها لمن صدّعوا رؤوسنا بالحكم الذاتي، وقلناها مرارًا وتكرارًا:
اتركوا التغنّي بحضرموت، إن لم نستشعر خطورة اللعبة الخبيثة التي تُحاك هنا وهناك. دعونا نترك التعصب والهوى، والانتماء للأحزاب، والنعرات القبلية والطائفية، ونتّحد نحن أبناء حضرموت على كلمة سواء.
القادم أسوأ.
كل شيء تدهور في حياة المواطن.
ثروات تُنهب ليلًا ونهارًا، وشعب يتجرّع الفقر والأمراض.
وزادت مظالم بعضنا لبعض، ودماء تُزهق، وهناك قنابل موقوتة من المهمشين والأفارقة والنازحين.
كم حذرنا ونصحنا، ولكن لا حياة لمن تنادي.
يا سلطة، عيد الأضحى على الأبواب، أغلقوا منافذ تصدير الأغنام إلى الدول المجاورة، فالناس لم تستطع شراء كيلو لحم!
لا تقتلوا فرحة العيد... كم من مُعسر!

ترك الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة بعلامة *