خليل السفياني : يشعلها حرباً حرب العقول في زمن الإعلام الأسود

- 27 مايو, 25
كتب / خليل السفياني
حينما تتحول الكلمة ،الى أداة للتظليل وتسميم الوعي الجميع ممسك بقلم أو يمتلك قناة او صحيفة لم ولن يتخلى عن أفكاره الاقصائية الانتقامية، بذلك يظل حبيساً لها سنين عديدة، لن يسمح للأمل بأن يحيى في قلبه قبل عقله ويعطي فرصة للتسامح والحب والروح الإيجابية حتى يكون لها موطئ قدم في خريطة أفكاره ومنهجية تفكيره،لكي يخرج من عباءة الكتابة لفئة محددة، معلومة توجهاتها، وتطربه بعبارات مجاملة، تعليقا على كتاباته لأنه يترجم يوميا” الهواجس التي تنتابها
ان الكتابة ايقاعات إبداع العقول ورقصات خافقة نابعة من الوجدان. تطربها المشاعر نحو المبادى السامية، وبذلك يجب أن يخرج من هذه الدوامة المعقدة نفسيا ويحترم الجمهور القارى لما يكتبه، وأولى مبادئ هذا الاحترام، قناعته لاسيما وان للناس عقولاً وأفكاراً، لايجب مصادرتها، ومن ذلك فان توزيع صكوك الوطنية بمفهومه هو على من يريد ومنعها عن غيره، متناسيا أن الوطنية تربية وسلوك وتضحية، وأن الروح الإيجابية المفترض وجودها تعني أن أي انتقاد يجب أن يكون للنهج والبناء والتقويم وليس للانتقام.
سمات هذه النوعية من الشخصيات وفق منظور علم النفس، اذ اتضح أن الشخص مدَّعي المعرفة، شكاك ومعارض دائما، لا يصدق كلام الآخرين ويرتاب بدوافعهم ويحاول أن يعلمك حتى عن عملك أنت، يفتقر إلى الثقة لذا تجده سلبياً في طرح وجهات نظره، تقليديا لا تغريه الأفكار الجديدة، ولايقدر تضحيات الآخرين ولا مكان للخيال عنده فهو شخصية غير مجددة
ولهكذا فكيف نسمح لشخصيات من هذه النوعية أن تستفرد بالقارئ، الذي أوقعه حظه العاثر في قراءة مقال هنا أو هناك؟ ما هي المسؤولية الأخلاقية لوسائل الإعلام مقروءة أو مسموعة أو مرئية أو من خلال شبكات التواصل الاجتماعي في حماية المتلقي من أي تلوث فكري، وحزبي مثلما نطالب الأجهزة التنفيذية المعنية بمعالجة التلوث السمعي والبيئي الذي يؤثر على صحة الناس؟ أليس من الأولى حماية عقول ونفسيات القراء؟ ألا تقتضي الحماية المجتمعية التصدي لهذه النفسيات المريضة ، التي تنشر الاحقاد والأمراض النفسية ونشر الفتنة ، ولم تكتف بعد بتدمير نفسها فقط ،وإنما عمدت إلى تدمير عقول وتسميم أفكار كثيرين عبر اقلامهم وقنواتهم لاشعال الفتنة وصناعة الهزائم وصناعة الخطر المحدق بالوطن منذ خمسينيات القرن الماضي
اهتم علماء النفس بدراسة مصطلح غسيل الدماغ الذي يتلخص في السيطرة على العقول عن طرق عدة منها التخدير النفسي ..إجراءات التلقين.. الإقناع الغامض. ولخص الكاتب روبرت جاي ليفتون إعادة تشكيل الفكر وسيكولوجيا الشمولية،وخرج باهم استنتاجاته بأن الشخص المغسول دماغيا” يهاجم باحساسه لينتهي به الأمر لتغير افكاره ومعتقداته.
يقول هربرت أشيللر في كتابه “المتلاعبون بالعقول” عندما تُكرس وسائل الإعلام شكلا ومضمونا للتضليل، وعندما يجري استخدامها بنجاح وهو ما يحدث دائما فإن النتيجة تتمثل في السلبية الفردية أي حالة القصور الذاتي ..وهدف وسائل الإعلام المتعددة هو إنتاج منظومات فكرية تقوم على صياغة أفكار ومفاهيم واذواق المتلقين، من خلال رسائل إعلامية وصور ورموز ومصطلحات تتكرر حتى تتحول إلى بديهيات ومسلمات في ذهن المتلقي، كي تسيطر على متطلباته من جانب، وتوظفها وتستثمرها من جانب آخر.
الإعلام الأسود الذي يستطيع تحويل إنسان تافهة إلى شخصية شهيرة جداً من خلال التدليس والكذب والبيانات الملفقة، وخلق وقائع مزيفة، وإيهام المتلقي بأن ما يراه أو يقرأه هو حقيقة. كما يستطيع تشويه صورة إنسان أو جهة ناجحة ومتميزة، عبر نشر الأكاذيب وإطلاق الإشاعات حولها.
وهذا ما يقوم به بعض المنظمات والأحزاب السياسية والدينية المعادية للجنوب عبر اعلامهم، وعبر وسائلهم المرئية والمسموعة تجاه الجنوب ورجاله وتاريخه وهويته
بتسميم عقول القراء عبر اعلامهم الاسود وقنواتهم واقلامهم ومنظماتهم القذرة
ترك الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة بعلامة *