نظرية المجال في توسعة الإحتلال

- 28 مايو, 25
كتب / عبدرحمن باضاوي
قد سبق وتحدثت في منشور سابق عن نظرية المجال الحيوي التي ابتدعها الجغرافي الألماني راتزل ، وتطرقت الى ذكر بعض من النقاط مثل (تزداد رقعة الدولة بنمو الثقافة الخاصة للدولة ) وأيضا ( نمو الدولة حتى تصل إلى مرحلة الضم) وقمت بعمل إسقاط ، وربط هذة النظرية على الكيان الصهيوني الغاشم ورأيت كمية الترابط فيما بينهما ، وفي هذا السياق ، سوف اقوم بوضع نقاط إضافية مهمة تترابط بين هذة النظرية و أعمال دولة الإحتلال ...!
اولاََ :- النزعة العنصرية
يؤمنون مفكرين وانصار هذة النظرية ان هناك أعراق متفوقة على الأخرى ، وتعتبر النزعة العنصرية من أسس هذة النظرية، وعلى سبيل المثال أدولف هتلر ( الزعيم النازي) ، قام هتلر بممارسة أبشع انواع الإبادة الجماعية ، وذهب يحارب الدول المجاورة لألمانيا بحجة أنهم ذو أعراق سفلى ...!
وما أشبه اليوم بالبارحة ، ونحن نرى كمية التغطرس والسياسة الإمبريالية الصهيونية ، التي تمارس من قبل اليهود حيث يقومون بأبشع الجرائم وسفك الدماء في أهلنا في فلسطين، بحجة أنهم شعب الله المختار ..!
ثانياََ :- تبرير العنف من أجل البقاء
ترى النظرية أن الدولة مثل الكائن حي تواجه دائماََ الصراعات من أجل البقاء ، وفي هذا الأمر يصبح إستخدام وسائل العنف طبيعية بل وضرورية لإزاحة الدول والشعوب الأضعف التي تشكل عائق أمام تمدد الدولة الأقوى ، وعندها يتحول العنف الى قاعدة أساسية في العلاقات الدولية..!
وعلى هذة القاعدة قام الإحتلال الصهيوني مشروعة الإستعماري في أرض فلسطين حيث إستخدم القوة والعنف كوسيلة رئيسية لفرض السيطرة وتوسيع النفوذ على الأرض وأتبعوا سياسات منهجية لإزاحة الفلسطينيين ( السكان الأصليين) من أرضهم..!
السؤال الذي يضع نفسه ( الى متى او الى اي مدى ستستمر هذة السياسات التوسعية القائمة على العنف والإقصاء و النزعة العنصرية ؟)
لقد أثبت الواقع أن الاحتلال الصهيوني لا يتوقف عند حدود معينة، وأن الاتفاقيات والمعاهدات لم تحقق السلام حقيقي، بل استخدمت كوسائل لربح الوقت وتعميق السيطرة، ومن هنا أرى إن الرد الفعلي على هذا المشروع لا يكون بالتسويات الشكلية والتفاوض بل بردع حقيقي يعتمد على القوة المنظمة والمقاومة الواعية، لفرض توازن يجبر الاحتلال على التراجع ، فالمواجهة الصلبة وحدها هي القادرة على كبح جماح التوسع ومواجهة السياسات العنصرية التي تهدد وجود شعب بأكمله وحقوقه التاريخية ...!
وعلى مر التاريخ لم يذكر لدولة او كيان أستخدم هذة المنهجيات والوسائل وحقق نجاح ، فكل من أتبع هذة الوسائل أنتهى مصيره ولم يحقق مراده مثل : النازيين في ألمانيا والفاشيين في إيطاليا وأيضا الأمبراطورية اليابانية التي انتهت بالقنبلة الذرية ، لذلك عزيزي القارئ ثق دائما بأن من يلجى الى هذة الوسائل سيكون مصيره الهلاك والنهاية مهما أستمرت عنجهيته وتغطرسه ....
ترك الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة بعلامة *