ضاعت الأمانة وضيعتوا الرعية

- 03 يونيو, 25
كتب / الشيخ حسين العامري
حمداً لله كما ينبغي لعظمته وجلال سلطانه، وصلاة ربي وسلامه على نور الهدى، ومن اقتدى بهداه.
أحبتي،
أردت أن أتوقف قليلاً عن الكتابة، وقد دفعتني لذلك كثير من الهواجس.
ها هي العشر من ذي الحجة تطوي صفحتها، فهل أعددنا ما يثلج صدورنا لاستقبال يومٍ ما طلعت عليه الشمس أعظم من يوم عرفة؟
نعم، يوم عرفة الذي يتباهى فيه رب العزة والجلال بعباده، وهم إليه عائدون، آيبون، تائبون، مهللون، مكبرون.
نُعدُّ العدة بالتوبة، واسترجاع المظالم، وتجنب الشبهات والمعاصي، وأكل المال الحرام، حتى يقبل الله منا أطيب الأعمال وأصلحها من الدعاء، والصدقة، والصيام.
أحبتي،
ما أحوجنا أن ينظر الله لما نحن فيه من فتن ومحن وعيشٍ ضنك، وما أحوجنا أن نُغيّر ما بأنفسنا، وأن نتقي الله في الأقوال والأفعال.
هناك إخوة لنا يُبادون بكل وحشية، نسأل الله أن يحقن دماءهم، ويشفي مرضاهم، ويعافي مبتلاهم.
وعلينا أن نُهيّئ أسباب قبول الدعاء ورفع البلاء، بكلمة نوجهها لإخواننا في منظمات المجتمع المدني، والمؤسسات، والجمعيات:
لمن وفقهم الله في هذه الأيام المباركة أن يتلمسوا ظروف إخوانهم من المعسرين، والأيتام، والأرامل، وأن يعملوا على توزيع الأضاحي بعدل وإنصاف.
ونعلم أن كثيرًا من المنظمات لديها كشوفات سابقة، وبعضها يوزع حسب الأقربون أولى بالمعروف.
لكن الواقع يقول: بعض الأسر تُعطى من عدة منظمات، وأُسر أشد حاجة لا يُوصَل لها شيء.
في ظل هذا الوضع، اكتشفنا ظروف الكثير. تحرّوا، ولا تغرنكم المظاهر، فكم من عفيف لا يسأل الناس إلحافًا، وكم من بيت لا يُوقد فيه نار.
رسالتنا إلى مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة، ومجلسي النواب والشورى، وكل التكتلات السياسية:
أما آن الأوان أن تنظروا بعين المسؤولية والأمانة؟
من المؤلم في هذا الزمان أن يُشترى رأس غنم بقيمة سيارة!
زمان كانت للدولة هيبة ومهابة، ومن المضحك أن نسمع تصريح مجلس القيادة والحكومة بعد عودتهم إلى عدن، نقولها صراحة: لسنا بحاجة لكلمات رنانة، فالناس في وضع كارثي.
ما هي الحلول والمعالجات؟
هل ستوقفون المرتبات بالعملة الأجنبية للجيوش من المجالس والبعثات والملحقات والبطانة؟
لماذا لا يتم تقليص الحكومة ودمج بعض الوزارات، وتشكيل حكومة مصغّرة بكفاءات لإنقاذ البلاد والعباد من الكارثة المحدقة؟
يتحدثون عن قطع الإمداد الفارسي عن الحوثي، وفي ذات الوقت تُفتح طريق الضالع - صنعاء، وفي المساء يُقصف المدنيون، وتُستهدف أسرة، ويُشن هجوم على امتداد الجبهات الجنوبية!
ارحموا عقولنا قليلًا.
رسالتنا أيضًا إلى سلطتنا، وحلفنا، والمؤتمر الجامع، وكل المكونات الحضرمية:
أما كفاكم مكايدات ومماحكات؟ مجتمعكم وأهلكم على حافة الهاوية.
أي حقوق ستأتي وأنتم متشرذمون، متناحرون؟
اتقوا الله في أهلكم ومجتمعكم، كفى عنادًا، وتعصبًا جاهليًا، وحزبية مقيتة.
كلمة إلى السلطة وقيادة الحلف:
كفى، الناس تعاني، لا تقتلوا فرحة العيد بمكايداتكم، وانقطاع الكهرباء في هذه الأجواء الحارّة الشديدة.
كثرت الوفيات والأمراض، والله إنكم ستُسألون، وكم من يدٍ رُفعت إلى عدل السماء!
نسأل الله أن يصلح أحوالنا، ويرفع ما نحن فيه.
ترك الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة بعلامة *