الصحافة فن وليست حرب

- 20 يونيو, 25
كتب / خالد باجويبر
لطالما كانت الصحافة هي الرسالة التي تحمل الكثير من السلام والحب وهي حلقة الوصل بين المجتمعات والعالم المحيط بها لنقل الحقيقة بكل شفافية ووضوح تام لا غبار عليه وهكذا تعتبر الصحافة هي المنارة العالية التي لا يمكن لأحد أن يطولها أو يتجاوزها لأنها تملك الرؤية المختلفة من الزاوية التي لاينظر منها أحد وتقف في المكان الذي لايستطيع أن يقف فيه البعض ، وهكذا هم يرون مالا يرى الجميع .
لكن للأسف في بلدنا هذا في الفترة الأخيرة أصبحت مهنة الصحافة تعتبر من أشقى المهن واتعبها بحيث يتعرض الصحفيين للإنتهاكات والتقييد للحريات ويعانون من تكميم الأفواه ويفرض الاسكات على جميع الصحفيين والإعلاميين الذين يمارسون مهنتهم بكل شرعية ولكن في بعض الأحيان يواجهون القساوة والتعنت من قبل الحكومة والسلطة ، وجعلوا من الصحافة جريمة يعاقب من يمارسها ويعمل فيها حتى أصبحت كابوس عند الكثيرين والبعض قد ترك المهنة بسبب ما تعرض له من جرجرة إلى المحاكم والنيابات الجزائية .
والتي أصبحت في فترة من الفترات بيتاً للصحفيين والإعلاميين لكثرة القضايا والبلاغات التعنتية والظالمة التي يراد بها تقييد حرية الرأي والتعبير التي هي حق مكفول للجميع ولا يحق للدولة أو السلطة أن تقف في وجه الصحافة لانه تعبر عن الحقيقة بالصوت الصادح بالحق والأداه المغيره لجميع الأنظمة والحكومات بأرادة الشعب ، وهذه المهنة الشريفة التي تعتبر منبر الحقيقة وعصا تدافع عن المظلوم والضعيف وتوجه المظلين نحو المسار الصحيح وتوعي المخطى بخطئه ، حيث تنص (المادة 42) على أن " لكل مواطن حق في الإسهام في الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية وتكفل الدولة حرية الفكر والإعراب عن الرأي بالقول والكتابة والتصوير في حدود القانون " وجاء هذا النص في الدستور المعدل في 22 فبراير 2001م . إذ تعرض الكثير من فئة الصحفيين والإعلاميين للإنتهاكات والتعدي على حقوقهم ومعاملتهم بسوء في المحاكم والنيابات الجزائية والبعض تمت جرجرتهم إلى الإستخبارات في مواقف تظهر مدى استخدام السلطة ونفوذ المناصب في مواجهة الصحفيين بقسوة وفرض القوة عليهم والتي شكلت في الآونة الأخيرة نهجاً يعتمده أهل السلطة في وجه كل من يخالفهم أو يقف أمامهم .
والصحفيين هم الحلقة الرئيسية التي تقوم بإيصال الهموم والمشاكل التي يعانون منها الناس للحكومة والسلطة لأجل معالجتها وحلحلتها حسب إحتياجات و رغبات الناس ومطالبهم في تحسين للظروف المعيشية وتوفير للخدمات من كهرباء وماء وإصلاح للطرقات وتحسين اداء التعليم وغيرها من الخدمات الأساسية التي تأتي في قائمة متطلبات الحياة الكريمة وهكذا تأتي الصحافة كرمز يلوح في الآفق في قول كلمة الحق والإفصاح بها .
وهكذا يمكننا القول إن الصحافة هي رأس الحربة التي تطلق وتصُوب من بعيد حتى تصيب الهدف بشرط أن تعطى المساحة الكافية والحرية المطلقة في إرسال رسائلها السامية والداعية للسلام ومع مراعاة الحقوق للجميع ، ومن هذه الزاوية نشاهد أن حضرموت هي متصدرة لمشهد التراشقات الجانبية والتصادمات الطارئة على ساحة الصحافة بين الكثير من الصحفين مع بعض المسؤولين ومدراء الإدارات الحكومية مما أدى إلى سجن البعض منهم وحجز البعض في قضايا جنائية والكثير من الصحفيين تعرض للمنع من السفر في مشاهد تعسفية وسلطوية ، وهنا يأتي دور نقابة الصحفيين والإعلاميين في الدفاع على الصحفيين ومناصرتهم بالوقوف إلى جانبهم بشكل فعال وإيجابي ولكن للأسف دورها لم يكن بقدر المسؤولية وموقفه سلبي ومتخاذل بشكل كبير .
ويجب تعزيز دور النقابة وربطها بالصحفيين والإعلاميين فقط وليست شاملة بالكتاب والنشطاء والمؤثرين ، لكي تكون حامله لهموم الصحفين ومدافعة عن حقوقهم ومطلعة على أوضاعهم لمعالجة مشاكلهم ويجب إن يكون هناك تعامل خاص من قِبل النقابة مع الصحفيين والإعلاميين المستقلين والذين لاينتمون لأي جهة سياسية معينة ، هنا يُمكن القول إننا سنرى نقابة فعالة محتضنة للصحفيين والإعلاميين بشكل أفضل وتمارس نشاطها معهم بتفاهم وتنسيق وتواصل مستمر .
وكما على النقابة تفعيل طرق التوعية من ندوات وحلقات نقاشية حول حقوق الصحفي التي يجب أن يحظى بها وواجباته التي يجب أن يقوم بها بمعرفة اللوائح وقوانين التشريعات الإعلامية التي توضح له الالتزامات لتجنبه وتفاديه المُسألة القانونية التي من الممكن أن يتعرض لها في المستقبل ، وهناك ضمانات لحرية الرأي والتعبير تكفل حق الممارسة الحقيقية للصحفيين وإحترامهم وحمايتهم وهذه الضمانات هي : تقرير هذه الحرية والنص عليها في الدستور , تفصيل أحكامها تشريعياً , الرقابة القضائية على ممارسة هذة الحرية .
وعلى الصحفي ان يعي المسؤولية التي تقع على عاتقه وينتقي الكلمات والمصطلحات المناسبة لطرحها السليم ويجعل من النقد البناء للتصحيح لا للهدم شعاراً له ولمهنتة، ومن الممكن تأسيس إتحاد للصحفيين والإعلاميين بحيث يكون مساعد لعمل النقابة ومساند لها في مهامها تجاة الصحفيين ويضم الصحفيين ويلم شتاتهم ويكون هو المحرك والموجه للصحفيين والإعلاميين والمرشد لهم في خطواتهم التي يقدموون عليها ، ويقوم هذا الإتحاد بعقد لقاء موسع بالصحفيين بعد كل فترة شهر او شهرين كحد أقصى لجميع الصحفيين في المناطق الشرقية حضرموت ، شبوة ، المهرة ، سقطرى لمناقشة وتبادل الآراء والأفكار وطرح الصعوبات والتحديات التي تواجه الصحفيين والإعلاميين في بيئة عملهم وإقتراح الحلول لمعالجة هذه الصعوبات لتسهيل وتيسير مهامهم بما يتناسب مع متطلباتهم وإحتياجاتهم .
حيث جاءت هذه الإنتهاكات والتعديات على الصحفيين والإعلاميين في ظل غياب حقيقي للإنصاف والعدالة، التي من المفترض أن تكون موجودة من قِبل السلطة وهذا بسبب التخبط والتشرذم في المحاكم وكل مرافق ومؤسسات الدولة .
ترك الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة بعلامة *