أكرم العامري : لقاءات الدقيقة الأخيرة في أزمة حضرموت وطريقها للحسم

كتب/ محمد بافقير
قراءة تحليلية في تحركات “رجل الظل” في مؤتمر حضرموت الجامع اكرم نصيب العامري
في الذكرى السنوية الأولى لتصعيد مؤتمر حضرموت الجامع ضد المجلس الرئاسي في 13 يوليو 2024م، على خلفية مطالب حقوقية وشعبية وسياسية، تلقيت دعوة كريمة من مؤتمر حضرموت الجامع لحضور لقاء موسع عقده القاضي أكرم نصيب العامري – الأمين العام لمؤتمر حضرموت الجامع – مع نخبة من شباب حضرموت الناشطين في الشأن السياسي والمجتمعي، وذلك يوم الأربعاء الماضي، 16 يوليو 2025م.
وقد تزامن هذا اللقاء مع سلسلة من اللقاءات عقدها القاضي العامري منذ مطلع يوليو 2025م، شملت الأطر التنظيمية لجامع حضرموت، ومختلف الأحزاب والمكونات السياسية في المحافظة.
برز القاضي العامري في المشهد السياسي الحضرمي كأحد الشخصيات التي تلعب دورًا مؤثرًا في رسم سياسة الجامع ومعالجة الاختلالات التي أصابته منذ تأسيسه في عام 2017م. فرغم محدودية حضوره الإعلامي، إلا أنه، بما يمتلكه من خبرة قضائية وقوة في الشخصية، استطاع أن يحافظ على تماسك بنية الجامع ويعيده إلى الواجهة السياسية، بعد سنوات من خفوت هذا المكون الذي توافق عليه الحضارم في لحظة غفلة عن أعين “خفافيش السياسة اليمنية” الذين كانوا منشغلين بالصراعات فيما بينهم في باب المندب ومحافظة مأرب.
من خلال لقاء العامري مع الشباب، أدركتُ أن الجامع بات اليوم يمتلك هامشًا أوسع في المناورة السياسية مع مجلس القيادة الرئاسي، لإدارة الأزمة الحالية في حضرموت والخروج بأكبر قدر ممكن من المكاسب السياسية. كما أن تكثيف العمل في هذا الاتجاه سيُعزّز من حضور قضية حضرموت في التسوية السياسية القادمة.
إن زيارة القاضي العامري في هذا التوقيت – في تقديري – تحمل دلالات معينة؛ فهي ربما تأتي في “الدقيقة الأخيرة” من أزمة حضرموت، والتي تتطلب تهيئة الأجواء لمرحلة جديدة، من خلال تخفيف حدة الخطاب الإعلامي، وبناء توافقات مع القوى السياسية، وتقديم تطمينات للفاعلين الدوليين والإقليميين.
إن هذه المرحلة الجديدة القادمة لا تعني بالضرورة تخلي أبناء حضرموت عن مشروع الحكم الذاتي، وإنما ستكون خطوة إضافية في اتجاه تحقيق هذا المشروع، عندما تأتي لحظة التحوّل الوطني، والتي يمكن من خلالها إعادة تشكيل هوية الدولة ونظامها.
اقرأ أيضاً

قبيلة العصارنة السيبانية تنفي شائعات رفضها لمعسكرات حلف قبائل حضرموت وتؤكد ولاءها الكامل للحلف
جريدتنا اليومية
انضم إلينا لتبقى مواكباً لأحدث
التطورات المحلية والعالمية