المجتمع الذي يفشل في احترام كرامة الإنسان سيفشل في كل شيء آخر
كتب / فهمي قندل
لا يُقاس تطور الأمم فقط بما تملكه من تقنيات متقدمة أو ناطحات سحاب أو أسلحة متطورة، بل يُقاس أولًا وأساسًا بمدى احترامها لكرامة الإنسان. فالمجتمع الذي لا يجعل من الكرامة الإنسانية أساسًا لكل قراراته وممارساته، يُخفي خلف واجهته المزخرفة عطبًا أخلاقيًا يهدد بانهياره من الداخل عاجلًا أم آجلًا.
*الكرامة الإنسانية ليست ترفًا*
كرامة الإنسان ليست مفهومًا مثاليًا أو رفاهية فكرية، بل هي حجر الزاوية لأي مجتمع عادل وسليم. عندما يُعامل الإنسان على أنه وسيلة لا غاية، حين يُنتزع منه حقه في التعبير، أو يُهان في لقمة عيشه، أو يُحرم من العدالة، يتصدع البناء الأخلاقي والاجتماعي مهما بدا ظاهر الأمور مزدهرًا.
*مظاهر الفشل تبدأ من هنا*
انظر إلى المجتمعات التي تعاني من الاستبداد، من الفقر المدقع، من انهيار التعليم والصحة والاقتصاد… كلها تتشارك في نقطة أصل واحدة: غياب احترام الكرامة الإنسانية. فعندما تُهمَّش فئة من الناس بسبب العِرق أو الدين أو الطبقة، وعندما يُقمع الفكر الحر، وتُكمم الأفواه، وتُهدر الكفاءات… فإن النتائج الطبيعية هي الفشل، التراجع، والعنف.
*لا عدالة بلا كرامة*
أي نظام قانوني أو سياسي لا يجعل من كرامة الإنسان معيارًا، سيتحول مع الوقت إلى أداة للقهر بدل أن يكون ضمانة للحقوق. الكرامة لا تعني فقط ألا تُهان، بل أن يُعترف بك إنسانًا لك حقوق، صوت، ودور في بناء المجتمع.
*الكرامة أساس النهضة*
الكرامة هي التي تدفع الإنسان للعطاء، للإبداع، للمشاركة الفاعلة في مجتمعه. الفرد الذي يشعر أن له مكانة واحترامًا، سيبذل جهده بإخلاص، أما من يشعر بالإهانة أو الإقصاء، فسيبحث عن الخلاص إما بالانسحاب أو التمرد أو الهجرة. ومن هنا تبدأ الهزائم: هزيمة الداخل قبل الخارج.
*أخيرا*
*الكرامة ليست شعارًا، بل معيارًا*
إن فشل أي مجتمع في احترام كرامة الإنسان ليس مجرد خلل أخلاقي، بل هو فشل بنيوي في صميم تكوينه. لن يُكتب النجاح لاقتصادٍ يُبنى على الظلم، ولا لنظامٍ يُدار بالإهانة، ولا لمجتمعٍ يتجاهل أصوات أبنائه. احترام كرامة الإنسان ليس فقط واجبًا أخلاقيًا، بل هو ضرورة وجودية. ومن لا يضع الكرامة في قلب معادلاته، سيفشل في كل شيء آخر، ولو بعد حين.
اقرأ أيضاً
قبيلة العصارنة السيبانية تنفي شائعات رفضها لمعسكرات حلف قبائل حضرموت وتؤكد ولاءها الكامل للحلف
جريدتنا اليومية
انضم إلينا لتبقى مواكباً لأحدث
التطورات المحلية والعالمية
اخترنا لك
مقالات ذات صلة
ما أطال النوم عمراً !
