المماحكات والتراشق بالكلمات لا يخدم أحداً

- 08 يونيو, 25
عارف عادل ابو الخضر نتابع بين الحين والآخر كلمات وتصريحات تصدر من أفراد تجاه آخرين سواء كانوا من مجموعات أو مجالس أو تشكيلات مختلفة وهذه التصريحات وإن بدت في ظاهرها مجرد كلمات إلا أنها تمثل الشرارة الأولى لصراعات ومواجهات لا ترحم وقد تكون نذير فتنة تفتح أبواب الشر .
إن الردود المتبادلة والتصعيد في اللهجة إذا تركت دون تدخل عقلاء يقدرون العواقب فإن التراكمات الناتجة عنها ستؤدي حتما إلى نتائج وخيمة تطال الجميع دون استثناء وتحرق الأخضر واليابس. العقل والحكمة يفرضان علينا أن نغلب منطق العتاب البناء والإصلاح الهادئ وأن نقدم مصلحة النسيج المجتمعي على الأهواء الفردية والانتصارات الوهمية. فالتسامح والعفو ليس ضعفا أو خنوعا بل هما من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي يأمرنا بالصفح وكظم الغيظ وتغليب مبدأ الإصلاح حقنا للدماء وصونا للأنفس وحماية للمجتمع من الانقسام .
وهنا يبرز الدور الكبير الذي يناط بالعقلاء والوجهاء فهم خط الدفاع الأول وحملة لواء الحكمة والتقدير وهم القادرون بإذن الله على امتصاص التوترات قبل أن تتحول إلى أزمات وعلى لجم الأصوات التي تسعى إلى التصعيد دون إدراك لما قد تؤول إليه الأمور. كما لا يفوتنا أن نحذر من أولئك الذين يقتاتون على الفتن ويتلذذون ببث السموم ويعملون على التحريض وخلق الصراعات فهؤلاء لا يبغون مصلحة عامة بل يدفعهم الحقد أو الجهل أو مصالح ضيقة وهم وقود الفتن ومصدر شرها فلنكن جميعا دعاة إصلاح لا سببا للفرقة والخصام .
ترك الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة بعلامة *