أخبار عاجلة

حين تُذبح الأوطان بسكاكين التوافق !!

top-news
  • (احقاف / عدن )
  • 09 يونيو, 25

كتب / عبد العزيز بن حليمان



السياسة ليست لعبة نظيفة كما وصفها تشرشل رئيس وزراء بريطانيا الأسبق فيما اطلق عليها السواد الاعظم من الساسة بانها اللعبة القذرة بالمعنى الأشمل لكن ما يحدث في اليمن تجاوز حدود القذارة السياسية ودخل نفقاً مظلماً اسمه الإجرام السياسي المنظّم.

فما نشهده لم يعد صراع نخب ولا حتى عبث مصالح متشابكة بل خيانة تُدار من قِبل عصابات حرب ومرتزقة لا يعرفون سوى لغة السطو والتجويع والسيطرة.

إنها دولة تتآكل من الداخل وشعب يُسلَب منه وطنه وكرامته على مرأى من الجميع.

في اليمن لم تتفق الأحزاب والمكونات السياسية يوماً كما تتفق اليوم على قتل هذا الشعب فالتحالفات تتقلب والولاءات تُشترى وتُباع في مزادات قذرة والعداوات تُسوّى تحت الطاولة الكل مع الكل ضد الكل ولكنهم يجتمعون على شيء واحد هو سحق المواطن وسلبه آخر ذرة كرامة يملكها.

أما حضرموت أرض الخير والكرامة فتُساق اليوم نحو الحافة بخطى متعثرة لا كهرباء، لا مياه، لا تعليم، لا صحة، ولا حتى مقومات الحياة البسيطة شعب يُداس صباح مساء بينما تتناحر القيادات على الكراسي والمكاسب وكأنها تتسابق على من يسبق في نهب ما تبقى من روح هذه الأرض.

ما يحدث اليوم ليس مجرد فساد إداري أو فشل حكومي بل خيانة صريحة تتغذى على صمت الناس وعلى ارهاب الدولة البديلة التي حولت الوطن إلى مشروع سطو شامل وفي زمن كهذا الساكت عن الحق ليس فقط شيطاناً أخرس بل شريكًا في ذبح هذا الوطن فالصمت في زمن الخيانة ليس حياداً بل تواطؤ مفضوح.

واليوم نحن أمام موجة جديدة من التكهنات عن تغيير وشيك في قيادة حضرموت تغيير يُسوّق كمنقذ لكنه في جوهره ليس سوى إعادة تدوير للفشل بأقنعة جديدة تُلبس بعباءات التوافق المشبوه في محاولة لتمرير واجهة تخدم تفاهمات فوقية لا تمثل حضرموت ولا شعبها إنه ليس تغييراً بل مؤامرة ناعمة تُدار من خلف الأبواب المغلقة لإعادة ترتيب مشهد السيطرة لا أكثر.

فالقادم لا يحمل مشروعاً وطنياً بل تفويضاً جديداً لتحالف قبلي أو نفوذ خارجي وهذا بحد ذاته إعلان صريح لموت العقل الوطني ودفن لحلم الدولة. 

حضرموت ليست جائزة ترضية ولا غنيمة تُوزّع على موائد المحاصصة بل هي جوهر الدولة واختبار لوعي الناس وكرامتهم.

وإن تم تمرير قيادة جديدة بنفس العقلية فلتُقرأ الفاتحة على حلم الدولة ولتُعلن رسمياً نهاية حضرموت ككيان مدني نقي كان الناس يرونه أملاً أخيراً في زمن الانهيار

ترك الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة بعلامة *