أخبار عاجلة

"دعاء تحت المكيفات.. ودموع بلا كهرباء !!!"

top-news
  • احقاف/ عدن
  • 10 يونيو, 25

كتب/ محمد الديني


بينما يغرق سكان عدن في ظلام دامس، ويتصببون عرقًا في ليلٍ لا مروحةَ فيه ولا نسمةَ هواء، ظهر رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي ورئيس الحكومة بن بريك في قصر معاشيق، في مشهد أقرب ما يكون إلى لوحة زيتية بعنوان: “خشوع فاخر على السجادة الحمراء”.

تأدية صلاة العيد أمر محمود، لكن أن تتلوها لحظات دعاء طويلة بربطة عنق فاخرة، و”تخشع” في قاعة مكيّفة بينما المواطن في التواهي والمعلا وكريتر يصطف في طابور الغاز وكأنه على أبواب الأقصى المحاصر، فهنا يصبح الدعاء شبهة، والورع استعراضًا إعلاميًا رديئًا.

في الصورة، بدا العليمي وبن بريك غارقَين في الدعاء – ربما دعوا أن “تعود الكهرباء ولو ساعة باليوم، أو أن تنخفض أسعار الغاز بدعاء المسؤولين الأتقياء!”. لكن يبدو أن الاستجابة لا تأتي لأن الاتصال بالسماء، على ما يبدو، يتم فقط من داخل قاعات الرئاسة، أما مآذن الشعب فقد فُصل عنها التيار منذ أشهر.

تأمل قسمات وجه الرئيس: غارق في الرجاء. لعلّه يسأل الله أن يصبر الشعب أكثر، أو أن يُلهيه بمباريات كروية تكون قريبة، ريثما تستكمل الحكومة توزيع الوجع بعدالة بين المحافظات.

أما زميله بن بريك، فقد بدا وكأنّه يهمس في دعائه: “اللهم ارزقنا صبر الشعب أكثر مما صبرناهم، وبارك لنا في نعمة التكييف المركزي، واصرف عنّا صرخات المواطنين المقطوعة أصواتهم من الانقطاع المستمر.”

قد يقول قائل: لا تشككوا في نوايا الناس وهم بين يدي الله. ونحن لا نشكك، بل نتأمل! نتأمل كيف تصعد الأدعية من القصور إلى السماء، بينما تصعد أنين عدن من الأزقة إلى اللا شيء. نتأمل كيف خُشوع العيد يتسلل من الشاشات، فيما خُشوع الجوع لا يراه أحد.

عيدكم مبارك مؤخرا يا سادة، ودعاؤكم مستجاب بإذن الله، طالما أنتم في “قصر معاشيق”… أما نحن، ففي “قصر المعاناة”.

ترك الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة بعلامة *