ثورة الحضارم لإزالة مشتعلة ... فهل تحرق الفاسدين ؟
بين وديان حضرموت وسواحلها من موطن التاريخ تتصاعد ألسنة الغضب من صدور شعب ظل طويلاً يلوذ بالصبر. حضرموت الأرض التي صدرت رجال الأعمال والعلماء الدين والشعراء و الفنانون الكبار إلى أطراف الأرض بدأت اليوم تصدر شيئاً آخر… شرارة الرفض ولهيب الثورة على الفساد .
ففي الأيام الأخيرة اشتعلت الأصوات الحضرمية من قلب عاصمة حضرموت المكلا و الشحر إلى الوادي تحمل شعارا واحداً: " *الإزالة أولاً ومن ثم البناء* ". ليس المقصود هنا إزالة الجدران بل إزالة رموز الفساد الذين استوطنوا المؤسسات كما تستوطن النمل الأبيض أعمدة البيوت ينهشها بصمت حتى تنهار.
هذه ليست هبة عابرة ولا مظاهرة غاضبة تنتهي عند أول نقطة تفتيش. ما نراه هو صحوة حضرمية بدأت تتشكل منذ سنوات لكنها اليوم ترتدي لباس الجرأة وتخرج إلى العلن تتحدى منظومة امتهنت التهميش وسرقت خيرات الأرض باسم المركزية والتقاسم السياسي والمصالح العابرة.
حضرموت لا تطلب المستحيل.
هي تطلب ما يليق بتاريخها ومكانتها وثرواتها .. إدارة عادلة موارد تنفق على أهلها لا على أرصدة المنتفعين قرار سيادي لا يخضع لرقابة المركز ولا لإملاءات تصاغ في دهاليز السياسة اليمنية المتهالكة.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه:
هل هذه الثورة الحضرمية قادرة على أن تحرق الفاسدين؟
وهل النار التي اشتعلت في وجدان الشارع الحضرمي ستصل إلى عروش من اعتادوا التلاعب بالمصير الحضرمي واستخدامه كورقة تفاوض سياسية؟
الواقع يقول إن الفساد ليس مجرد أشخاص… بل شبكة عميقة تمتد في المؤسسات في العقود في العقول التي تعودت على أن تأخذ دون أن تعطي. لكن التاريخ أيضاً يقول إن الحضارم حين يقررون يفعلون. وحين يثورون لا يعودون.
الثورة الحضرميّة اليوم لا تملك سلاحاً سوى الوعي ولا درعاً سوى مصلحة حضرموت . هي ثورة شعب لم يعد يقبل بأن يدار من خارج حدوده ولا أن يستغل اسمه في صفقات لا تعنيه ولا أن يمنع من الاستفادة من نفطه وبحره وملح صبره.
هي ليست ثورة فوضى بل مشروع تصحيح.
ليست ضد أحد بل ضد كل من سرق الأمل وتاجر بالحقوق… مهما كان اسمه أو لونه أو انتماؤه.
وإن بقي صوت الشارع الحضـرمي عالياً موحداً منضبطا…
فحتماً ستتساقط أوراق الفاسدين واحدة تلو الأخرى كما تتساقط أوراق الخريف حين تهب ريح التغيير.
فهل ستشتعل حضرموت نورا للعدالة… أم سيحاول المنتفعون إخمادها مرة أخرى؟
الزمن سيقول لكن ما هو مؤكد أن حضرموت لم تعد كما كانت … ولن تقبل أن تدار كما كانت.
اقرأ أيضاً
قبيلة العصارنة السيبانية تنفي شائعات رفضها لمعسكرات حلف قبائل حضرموت وتؤكد ولاءها الكامل للحلف
جريدتنا اليومية
انضم إلينا لتبقى مواكباً لأحدث
التطورات المحلية والعالمية
