حضرموت ليست هامشًا في أي مشروع سياسي

- 22 أبريل, 25
كتب / فؤاد سالم باربود
إقليم حضرموت ليس مجرد اسم جغرافي عابر، بل هو كيان تاريخي عريق، ذو حدود معروفة ومتفق عليها منذ قرون، تمتد من شبوة غربًا إلى المهرة شرقًا، وتشمل جزيرة سقطرى في البحر العربي. هذا الامتداد ليس فقط جغرافيًا، بل حضاري وثقافي وسياسي، يشكّل أحد أبرز ملامح الهوية الوطنية اليمنية الجامعة.
لقد توافق اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني على مشروع اليمن الاتحادي الذي يتكون من ستة أقاليم، وكان من أبرز هذه الأقاليم: إقليم حضرموت، الذي يضم أربع محافظات هي حضرموت، شبوة، المهرة، وسقطرى. وكان هذا التوافق تتويجًا لنضال طويل من أجل نظام عادل يُنصف الجميع، ويمنح كل إقليم حقه في إدارة شؤونه وبناء مستقبله.
لكن ما نراه اليوم من محاولات لإعادة حضرموت إلى مربع التبعية والتهميش، أو زجها في مشاريع جهوية لا تراعي هويتها وخصوصيتها، يمثل ارتدادًا خطيرًا عن تلك التوافقات الوطنية. فحضرموت ليست تابعة لأحد، ولن تكون رقمًا إضافيًا في معادلات الصراع والمصالح.
إن أبناء حضرموت وحدهم هم من يقررون مصيرهم، وهم من سيحددون شكل المستقبل الذي يليق بهم وبمنطقتهم. ولن يُقبل أن تُفرض عليهم وصاية سياسية أو جغرافية من أي جهة كانت. فحضرموت كانت وما زالت صاحبة مشروع مستقل، قائم على التعايش والعدالة والشراكة الوطنية.
نحن نؤمن بالوحدة اليمنية العادلة، ونتمسك بمشروع اليمن الاتحادي على أساس ستة أقاليم، ونرى فيه المخرج الآمن من دوامة الصراعات والانقسامات. لكننا نرفض رفضًا قاطعًا أي محاولة لطمس حدود إقليم حضرموت التاريخية أو انتقاص حقوقه المشروعة.
ختامًا، فإن الدفاع عن حضرموت ليس فقط دفاعًا عن حدود، بل عن كرامة وهوية وحق أصيل في تقرير المصير. ومن هنا، فإن أي مشروع سياسي لا يعترف بحضرموت كإقليم مستقل بذاته، هو مشروع ساقط أخلاقيًا ومرفوض وطنيًا.
حضرموت لن تقبل التبعية بعد اليوم، ولن تكون إلا كما أراد لها أبناؤها: حرة، شريكة، ومصونة السيادة.
ترك الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة بعلامة *