أخبار عاجلة

استراتيجية راتكليف الجديدة.. هل يعيد تعيين نائب العمليات تموضع الـCIA في قلب المواجهة العالمية ؟

top-news
  • احقاف / امريكا ) - سبأنت ):
  • 20 مايو, 25

في مؤشر واضح على تحوّل عميق في مقاربة الاستخبارات الأمريكية للتهديدات العالمية، أعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) جون راتكليف عن تعيين ضابط ميداني مخضرم لتولي منصب نائب مدير العمليات (DDO)، وهو المنصب المسؤول عن الإشراف على الأنشطة السرية للوكالة حول العالم.


هذا التعيين، الذي كشفت عنه صحيفة “فايننشال تايمز” يوم السبت 17 مايو 2025، يأتي في لحظة فارقة يتجه فيها التركيز الاستخباراتي الأمريكي بعيدًا عن الأدوات التقنية التقليدية نحو إعادة إحياء “الاستخبارات البشرية” (HUMINT) باعتبارها سلاحًا حاسمًا في مواجهة التهديدات المركّبة، من الصين إلى روسيا.

وبحسب المصادر المطلعة، فإن الضابط الجديد – الذي لا تزال هويته محجوبة لدواعٍ أمنية – يقود حاليًا محطة استخباراتية في منطقة توصف بأنها “محورية” في الشرق الأوسط، ويتمتع بسمعة قوية داخل الوكالة، وثقة نادرة من زملائه في جهاز العمليات، وهو ما جعله مرشحًا مثاليًا في لحظة تتطلب إعادة تشكيل جوهر العمل الاستخباراتي الأمريكي.

راتكليف، الذي صعد إلى رئاسة الـCIA ضمن إدارة ترامب العائدة حديثًا، كان قد شدّد خلال جلسات تثبيته في مجلس الشيوخ على أهمية العودة إلى جذور العمل الاستخباراتي التقليدي، قائلاً: “سنواصل جمع المعلومات، خصوصًا الاستخبارات البشرية، من كل زاوية في هذا العالم، مهما كانت مظلمة أو صعبة”. وبهذا التعيين، يبدو أن الوكالة تتحرك لترجمة هذه الرؤية إلى واقع عملياتي ملموس.

التغيير لا يقتصر على الأفراد، بل يشمل الرؤية الكلية؛ فقد أطلقت الاستخبارات الأمريكية مؤخرًا حملة علنية وغير معتادة لتجنيد عملاء داخل الصين، تضمنت بث مواد باللغة الصينية على الإنترنت، ما يشير إلى استعداد الوكالة لكسر أنماط السرية التقليدية حين تقتضي الحاجة.

المثير أيضًا أن هذا التعيين جاء بعد انسحاب مرشح سابق هو الضابط المتقاعد رالف جوف، وسط تقارير عن خلافات داخلية مرتبطة بمواقفه العلنية من الحرب في أوكرانيا. وبينما نفت بعض المصادر وجود دوافع سياسية خلف سحب ترشيحه، إلا أن التوقيت والسياقات المحيطة لا تخلو من مؤشرات على معارك داخلية حول توجهات السياسات الاستخباراتية.

في الوقت ذاته، أبقى راتكليف على نائب مدير التحليل في منصبه، في إشارة إلى محاولة تحقيق نوع من التوازن بين الاستقرار والتغيير، خصوصًا في ظل العلاقة المتينة التي تجمع نائب العمليات الجديد بزملائه داخل القيادة.

في العمق، يعكس هذا التعيين محاولة لإعادة تموضع الـCIA كمحور فاعل في المشهد الجيوسياسي المتغيّر. فهل تنجح هذه الاستراتيجية في إحياء دور الوكالة كقوة استخباراتية تقليدية ذات فاعلية على الأرض؟ أم أن التحولات التقنية المتسارعة ستفرض نفسها كأمر واقع؟
الإجابة، كما يبدو، ستتضح في ميدان التجسس، وليس فقط على طاولة التخطيط.

ترك الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة بعلامة *